المدينة كأداة
فأس، المغرب
إذا كنت تتجول في فاس مساء او باكرا، عندما تدفع المدينة زحمتها من شوراعها لبيوتها، فقد تصادفك خطوط من الألوان تمتد عبر زنقاتها. تشد عشرات الاوتار نفسها على جدران المدينة القديمة، تتلوى بين النوافذ والأبواب، وتثبت نفسها على المسامير أو مفاصل الأبواب أو أي شيء ناتئ من جدار. هذه الخيوط الطويلة هية ألياف مفرودة ، يطاردها صاحبها من نهاياتها ليضفرها فتصبح خيوطا تتزين بها الفساتين. ولأن هذه الصنعة تحتاج إلى مساحة أكبر من أي ورشة عمل ، يستخدم الضافرون المدينة كأداة لهم ، وذلك بحجز الجدران للقيام بعملهم لمدة 4 ساعات في المساء بعد التفاوض على وقت المدينة وجدولها الزمني. للحظة ، تصبح هذه الخيوط مشاعاً ويصبح الضفر فن أدائي للسياح الفضوليين أمثالي ، لكنه عرض بدون ثراثيين أو قيمين أو برامج أو أنظمة أو ممولين, عرض مدفوع بالحاجة والحياة اليومية. وآمل له أن يبقى على هذا الحال.