الكلمة الافتتاحيّة
الكلمة الافتتاحيّة
المجلّة هي مشروع مضى عليه عام كامل. لقد تطورت انطلاقاً من رغبتنا في بدء حوار حول الكيفيات والغايات من تصميم وبناء مدننا وتدميرها. نتصورها كمنصة للتفاعل النقدي مع الأصوات الموجودة في جميع أنحاء المنطقة وفي فضاءاتها المتنوعة لتجديد تصورات التاريخ الحضري والتخطيط والهندسة المعمارية والجغرافيا والمقاومة وخلق مفاهيم جديدة إزاءها.
مع نمو الفجوة ما بين الأكاديمية والممارسة التطبيقيّة في مجالات العمران على أرض الواقع، فكّرنا بوسائل عدّة لجمع الباحثين والممارسين والأهالي لمناقشة التغييرات التي تحدث في مدننا. كونها منصة مفتوحة ومستقلّة، تفتح المجلة مساحة للتعبير عن أفكار جديدة ومدروسة توجه فهمنا لماضي وحاضر حيّز مدننا العمراني وتساهم في رسم التخيلات لمستقبلها. حيث أننا نؤمن بأن إيجاد مساحة للحوار والإختلاف والجدال هو أمر بالغ الأهمية لتطوير مسارات جديدة لفهم الحقائق العمرانيّة وتغيّراتها اليوميّة.
في هذه المرحلة الأولى للمجلّة، كان هدفنا الرئيسي هو بناء فريق تحرير متعدّد الخبرات من نواحي التخصّصات الأكاديميّة والمعرفيّة والسياقات الجغرافيّة والممارسات العمليّة والمهنيّة. بعد أن تلقينا أكثر من 80 مساهمة في دعوتنا لتقديم الطلبات الإبداعية، بدءًا من المقالات القصيرة والبحوث الأكاديمية المطوّلة إلى أعمال فنيّة بصريّة وأفلام قصيرة؛ باتت الحاجة لهذه المساحة الحواريّة واضحة ومرئية. والنتيجة هي العدد الأول من المجلة، وهي نتاج تعاون بين المؤلفين/ات والمحررين/ات في تجربة تبادليّة معرفيّة أثرتها تعدد اللغات والمواقع الجغرافيّة والتخصّصات الأكاديميّة والعمليّة. هذه المساهمات الأولى هي الأرضية التجريبية لمصدر مفتوح لإنتاج المعرفات العمرانيّة في المنطقة.
مع استمرار نمو منصّة العمران العربي مع مساهميها وأعضائها، نأمل بالمضي قدماً نحو تعزيز أصوات المجتمعات المهمّشة في المنطقة (بما فيها المجتمعات الأصليّة غير العربيّة والأيدي العاملة المهاجرة)، وزرع سبل للمحادثات الإقليمية حول التوسع الحضري، وتسليط الضوء على وجهات النظر النقديّة حول كيفية فهمنا ودراستنا وعيشنا في مدننا.
رؤساء التحرير
إنطباعات المحرّرين